المجتمع السليم إجتماعيا ونفسيا ، هو المجتمع الذى يؤدى كل فرد فيه المطلوب منه ، تجاه نفسه وتجاه أسرته ومجتمعه .
هو المجتمع الخالى من الأنانية ، هو المجتمع الذى يحوى قدر كبير من الإيثار ، وقدر أقل من الأنانية .
إن آفة البشر وسبب تعاستهم من وجهة نظرى ، هو أنانيتهم وقلة إيثارهم فى معاملاتهم ، وللأنانية أشكال متعددة فى حياتنا ، أشدها هى تلك التى تغلف علاقات البشر بعضهم ببعض .
فهب ان هناك صديقين محبين لبعضهما ، ونجد أحدهم يهتم بالآخر وبتفاصيله ، وبشؤونه ومصالحه ، سنجده مثلا يحرص على نفسية صديقه ، وعمل صديقه وراحة صديقه.
ومع تكرار هذا الإيثار وهذا الحرص وحبه لصديقه ، إن لم يجد نفس القدر من المحبه والإيثار ، إن لم يجد نفس الحرص والإهتمام ، يصبح هذا الشعور بالإيثار لصديقه ،شعور مؤذى ، وبشكل مؤلم .
ومع تكرار هذا الألم ، سيسعى هذا الشخص تلقائيا لتخفيف هذا الإهتمام ، وهذا الإيثار ليس لأنه لم يعد يحب صديقه .. لا.
إنما رغبة منه فى تقليل الألم الذى يشعر به من عاطفته النبيله تجاه صديقه ، وتجاه من يحب .
لذلك نصيحتى ارووا علاقاتكم وزهوركم وورودكم بالإهتمام وبالإيثار ، ولا تكن أنانى ، فقد تحرم نفسك من إهتمام وحب وإيثار لصديق ومحب لك ، بسبب ايثارك للأخرين او إيثارك لعملك أو برودك فى تلقى هذا الإهتمام ، أو إحساسك بأنك ضمنت هذا الإهتمام ، فبالتالى لم تعد تهتم أو تبادله الإيثار والإهتمام .
أرجوكم .. لا تحرموا أنفسكم من أن تسود المحبه بينكم ، والإيثار والإهتمام ببعض تصرفات تبدوا غبيه ، والأغبى هنا هو محاولاتنا تبرير هذا البرود أو عدم الإهتمام ، بأشياء العذر فيها أقبح من الذنب ، لا تهملوا ورودكم بل أسقوها بالإهتمام والمحبه .
أحبكم الله
بقلم ـ الشريف مبروك جودة
أمين عام مجلس قبيلة السادة الجوايدة الأشراف