الامام الشافعى له ابيات جميلة يقول فيها :
ضحكت فقالوا ألا تحتشم بكيت فقالوا ألا تبتسم
بسمت فقالوا يرائى بها نطقت فقالوا بدا ما كتم
صمت فقالوا كليل اللسان نطقت فقالوا كثير الكلام
بسلت فقالوا لطيش به وما كان مجترئا لو حكم
يقولون شذا إذا قلت لا وإمعة حين وافقتهم
فأيقنت أنى مهما أرد رضى الناس لابد من أن أذم
الشاهد هنا من الأبيات:
أنه إن بكيت ، هتلاقي مجموعه من الناس يقولوا عليك ” مالك كئيب كده ليه” ؟
وإن اكثرت من الحديث بعضهم هيقول ” كتير الكلام ( أرار ) “
وإن سكت بعضهم هيقول لو ” بيعرف يتكلم كان شاركنا الحديث “
وإن صفحت عن من ظلمك بعضهم هيقول ” جبان .. لو كان يقدر ياخد حقه مكنش صفح عنه وإن “
أخدت حقك بالقوه يقول بعضهم ” طايش ومتهور “
إذا .. لابد أن تفهم أن رضى الناس غاية لا تدرك ، لا يمكن تحقيقها أيا كنت انت مين ، وبتعمل ايه .
سنبدأ من الاعلى للأدنى ، ولله المثل الأعلى :
الله خلق البشر ، ولكن انظر .. ستجد أن أكثر من نصف سكان الارض ، غير مؤمنين بوجود الله ، فمنهم من يعبد بوذا ، وآخرون كونفيشيوس ، وهناك بقره ، أيضا من يعبد نهرا وتمثالا و و إلخ .
تعالى إلى الرسل ، وعندك عيسى علية السلام ، الم يتآمر علية اليهود أين زكريا ويحيى؟!
رسل بين مقتول ومسموم .. انظر لنبينا صل الله عليه وسلم ، الم يتآمرون لقتله؟!
ألم يمت النبى ، وهناك ستة يدعون انهم انبياء ، ويأتيهم الوحى ، مثل مسيلمة والاسود العنسى وغيرهم .
اذا البشر لم يرضوا عن الخالق ولا عن الأنبياء ولا المصلحين، أيا كان موقعهم وديانتهم ومذهبهم .
فكيف تحاول انت أن تفعل ذلك ، تخيل ان هناك مرشحين لمنصب ما ، وحصل أحدهم على أكثر من 50% من الاصوات ، فسيحصل على المنصب ، ولكن علينا ان ننظر فى الامر بعمق ان هناك حوالى 50% اخرين ، رافضين له غير راضين عنه .
أريد كل من يقرأ ، أن يعتبر أى شخص غير راض عنه من بين الـ 50% غير الراضين ، وعليه ان يكون سعيدا جدا بالـ 50% الأخرى .
يجب ان ننظر الى من يدعمنا ويقوينا ، ولا نلتفت لمن لايرضى عنا ، لاننا لم نأت للدنيا لنبهره ونرضيه، وإن راضيته على حساب نفسك ، سيخرج لك اخر غير راض ، فستضطر انت لارضاءه كما فعلت مع الاول .
وهكذا دواليك ، وقتها ستعرف أنك لم تعش لنفسك وسعادتها ، بل عشت لارضاء الناس .
لم تفكر في الـ 50% الراضين عن أداءك وتدعمك ، بالعكس .. نظرت للنصف الاخر الغير راض عنك .
علينا أن نكون نحن ، ويكفى ان نكون سعداء بالـ 50 % التى تدعمنا ، إن زادت فبها ونعمة ، وإياك أن تكون النسبه الباقية سبب احباطك لك اوإغضابك .
انسى دى خاالص واستمتع بالـ 50% الموجوده معك ..
وأقول لك كنت بتتعس نفسك ازاى .. خد بعض الامثلة والمواقف
• كنت بتشعر بالاهانه عندما لا يوافقك بعض الحاضرين الراى او فى بعض ما تقول .
• كنت تحاول ان تكسب مديحا ممن حولك فان فعلوا كنت سعيدا وان لم يفعلوا ضاق صدرك
• احيانا تضطر لتقول مالا تحب رغبه فى كسب احدهم او طائفه معينه
• تشعر دائما بالقلق تجاه نظره الاخرون لك .. يا حبيبى اعتبر كل هؤلاء جزء من النسبه التى لا تستهويها ، فكن انت الاخر لا تستويك هذه الفئة .
وأكرر استمتع بمن يدعمك ويدفعك ، واعلم انه مهما اردت رضى الناس لابد ان تذم ، عش سعيدا بما لديك وبمن يحبك
بقلم ـ مبروك جودة
أمبن عام مجلس القبيلة
جميل والله